مضاعفات محتملة بعد العمليات الجراحية لاستبدال المفاصل

مضاعفات محتملة بعد العمليات الجراحية لاستبدال المفاصل.‌‌

تتمتع جراحات استبدال مفاصل الورك والركبة بنسب عالية جدًا من النجاح ويتم إجراؤها في بيئة معقمة مع‌‌ إعطاء المضادات الحيوية الوقائية قبل الجراحة وبعدها. كما هو الحال مع أي عملية جراحية، هناك مخاطر‌‌ لحدوث مضاعفات قد تنجم عن أسباب مختلفة مثل مضاعفات التخدير، التلوث، تلف في العصب، تلف في‌‌ الأوعية الدموية وحتى الآلام التي تبقى بعد الجراحة ولا تزول.‌‌

المضاعفات المتعلقة بالجراحة‌‌

تصلب المفصل‌‌ –  تحدث هذه المضاعفة غالبًا في جراحات استبدال الركبة، نتيجةً من العداوى والنسيج الندبي الذي‌‌ يتشكل بعد الجراحة. في الغالبية العظمى من الحالات، يمكن علاج التصلب بواسطة العلاج الطبيعي المكثف،‌‌ وإذا لم يطرأ تغيير يمكن النظر في إجراء معالجة تحت التخدير، حيث يكون المريض تحت التخدير والاسترخاء‌‌ (الاسترخاء الكامل)، وبشكل لطيف يتم القيام بثني الركبة إلى أقصى نطاق ممكن.‌‌

تورم في الساق بعد الجراحة -‌‌ خاصةً في جراحات استبدال مفصل الركبة، وأحيانًا فقط في منطقة الركبة وأحيانًا‌‌ على طول الساق بأكملها. بمرور الوقت يزول التورم من تلقاء نفسه. يعود سبب التورم إلى زيادة تدفق الدم‌‌ للطرف الذي خضع للجراحة ولصعوبة تصريف الدم مرةً أخرى، عندما تخرج السوائل إلى الأنسجة وتتسبب في‌‌ الورم. يمكن مساعدة الطرف بواسطة ارتداء الجوارب الضاغطة، رفع الساق التي خضعت للجراحة أثناء‌‌ الاستلقاء أو الجلوس.‌‌

انعدام الإحساس في الجانب الخارجي من الركبة‌‌ – في جراحات استبدال الركبة، يمر الشق الجراحي في مركز‌‌ الركبة ويقطع عصبًا صغيرًا يعطي الإحساس في الجانب الخارجي من الركبة (ينتقل العصب من الجزء الداخلي‌‌ إلى الجزء الخارجي)، ويسبب هذا الأمر انعدام الإحساس في الجزء الخارجي من الركبة. غالبًا ما يعود الإحساس‌‌ بعد عدة شهور إلى سنة، لكنه لا يعود في بعض الأحيان. عدا عن الإحساس، لا توجد لذلك أهمية إكلينيكية.‌

تآكل وارتخاء الغرسة -‌‌ بمرور الوقت، يمكن أن تتآكل وترتخي مكونات الغرسة خاصةً الأجزاء البلاستيكية.‌‌ 
تسبب هذه الحالة الآلام وتستوجب غالبًا إعادة الجراحة لاستبدال المكونات المرتخية.‌

اختلاف في طول الساقين (في جراحات استبدال مفصل الورك) -‌‌ خلال الجراحة يتم بذل جهد للحفاظ على أن‌‌ يكون طول الساقين متساويًا. مع ذلك، في بعض الأحيان لن يكون هذا الشيء قابل للتطبيق وتكون الساق التي‌‌ خضعت للجراحة أطول من الساق الثانية (حتى اثنين سم). هذه الحالة غير محسوسة ولا تزعج عند الوقوف أو‌‌ عند المشي وتنحل عادةً بواسطة استخدام نعل أو عمل تعديل خاص في الحذاء من أجل مساواة طول الساقين.‌‌   

ألم مزمن (في جراحات استبدال مفصل الركبة بشكل خاص) -‌‌ أظهرت الدراسات المختلفة أن ‌‌10‌‌%-‌‌15‌‌% من‌‌ الأشخاص الذين خضعوا لجراحات الركبة يعانون من نوع من الألم بعد الجراحة ويكونون راضين جزئيًا فقط من‌‌ النتائج. سبب الألم غير معروف، ولكن من المهم معرفة أن عملية الشفاء الكامل بعد جراحة استبدال الركبة قد‌‌ تستغرق أكثر من سنة. يمكن علاج الألم المزمن في عيادة الألم وإعادة التأهيل، وأحيانًا عند عدم تحقيق تحسن‌‌  يمكن النظر في إعادة إجراء الجراحة. يجب التأكيد أنه إذا كان الحديث يدور عن‌‌ ‌‌آلام ليلية ‌‌فإن هذه الآلام سوف‌‌ تزول من تلقاء نفسها في غضون فترة تتراوح بين ستة أسابيع إلى ثلاثة أشهر، حيث خلال هذه الفترة الزمنية‌‌ يمكن القيام بالأداء الوظيفي بشكل اعتيادي والاستعانة بالأدوية المسكنة للآلام.‌‌

كسور -‌‌ في جراحات استبدال الركبة والورك يتم تشكيل المفصل بشكل تشريحي قدر الإمكان. في أحيانٍ نادرة‌‌ هناك خطر في حدوث كسر أثناء الجراحة (نتيجةً للعمل أو بسبب هشاشة العظام) وبعد الجراحة بعد سقوط أو‌‌ إصابة. غالبًا ما يكون العلاج جراحيًا ويتطلب وضع دعامة، لويحة أو تثبيت آخر. في بعض الأحيان تكون هناك‌‌ حاجة لاستبدال الغرسة كلها بغرسة خاصة.‌

الخلع -‌‌ عندما يخرج المفصل الاصطناعي من موضعه. الخطر لحدوث هذا التعقيد هو أقل من نسبة واحد ويمكن‌‌ علاجه بواسطة إعادة المفصل لموضعه. الأسباب: السقوط، تموضع غير صحيح للغرسة. إذا وقع هذا الحدث في‌‌ الأسابيع الأولى فغالبًا ما يتم الانتظار من أجل السماح بتكوين نسيج تندبي حول الغرسة، الأمر الذي من شأنه أن‌‌ يساعد في تثبيت الغرسة في موضعها. إذا عاود الخلع مرةً ثانية فسوف تكون هناك حاجة لإجراء جراحة ثانية‌‌ لموضعة الغرسات في مكانها على النحو الأمثل.‌

المضاعفات الموضعية النادرة‌

الحاق الضرر في العصب، في وعاء دموي أو في الوتر -‌‌  منطقة الجراحة محاطة بالأعصاب، الأوعية الدموية،‌‌ والأنسجة، وخلال الجراحة يمكن الحاق الضرر بوعاء واحد أو أكثر من الأوعية. يتعلق العلاج بالإصابة وإذا‌‌ كان من الممكن علاجها فإنه يتم القيام بذلك خلال الجراحة. غالبًا حتى لو كانت هناك إصابة عصبية، فإنها تزول‌‌ من تلقاء نفسها.‌

تلوث عميق للغرسة -‌‌ هذا تعقيد صعب يستوجب العلاج الأساسي لأن معظم الجراثيم تتراكم على الغرسة وتكون‌‌ مغطاة بمادة خاصة (غشاء حيوي) التي تمنع المضادات الحيوية من إصابتها. يتم علاج التلوث بدمج علاج‌‌ بالمضادات الحيوية لداخل الوريد لفترة من ستة أسابيع إلى ستة أشهر.‌

تلوث في الأسابيع الأولى حول الجراحة -‌‌ يتجلى التلوث في الإحمرار، حمى، إفراز، وغالبًا ما يتم إجراء عملية‌‌ جراحة واحدة أو أكثر في غرفة العمليات لاستبدال جزئي لمكونات الغرسة المعيارية (تلك التي لم يتم تثبيتها).‌‌

يحظى هذا العلاج باحتمالات نجاح تبلغ حوالي ‌‌80‌‌%-‌‌90‌‌% اعتمادًا على توقيت ونوع الجرثومة.‌

تلوث يستمر لفترة طويلة -‌‌ يتجلى بآلام، حمى موضعية، مع وبدون إفراز، يتطلب علاجًا اساسيًا يتضمن استبدال‌‌ كامل للغرسة في مرحلة واحدة أو في مرحلتين (المرحلة الأولى وضع غرسة مؤقتة مع مضادات حيوية‌‌ والمرحلة الثانية بعد فترة زمنية من ثلاث أشهر إلى ستة أشهر. فقط بعد أن يتبين في اختبارات الدم أنه تم كبت‌‌ التلوث، يتم إجراء جراحة معادة حيث يتم فيها زراعة غرسة جديدة، بينما يتلقى المريض أثناء وقت الجراحة‌‌ مضادًا حيويًا للوريد ضد الجرثومة التي تم اكتشافها.‌

مضاعفات عامة‌

مشاكل في التنفس -‌‌ انخماص القصبات في الرئة. يتجلى في انخفاض في التهوية الرئوية (انخفاض في تشبع‌‌ الأكسجين في الدم). في هذه الحالة هناك أهمية كبيرة لإجراء علاج طبيعي تنفسي يتضمن التنفس والسعال لزيادة‌‌ تدفق الأكسجة وللحفاظ على الشعب الهوائية مفتوحة، وكذلك يوصى بزيادة الحركة بعد الجراحة، النهوض من‌‌ السرير، الجلوس والحرص على التحرك لمنع المضاعفات المحتملة للتنفس.‌‌

تجلطات وريدية وانصمامات (‌‌Deep Vein Thrombosis (DVT‌‌ – تنفصل التجلطات الدموية التي‌‌ تتطور في أوردة الساقين نتيجة من تباطؤ تدفق الدم ومن شأنها أن تصل إلى الرئتين. عندما يصل تجلط دموي‌‌ كبير إلى الرئة فإنه يمكن أن يوقف تدفق الدم إلى جزء منها والتسبب في مضاعفات تنفسية خطيرة. لذلك بعد‌‌ الجراحة أثناء الاستلقاء في السرير وفي جميع ساعات اليقظة من المهم جدًا تحريك القدمين والكاحلين. بالإضافة‌‌ إلى ذلك، يوصى بممارسة الجلوس والمشي بشكل مبكر قدر الإمكان بعد الجراحة لتقليل مخاطر هذا التعقيد.‌ 

بعد الجراحة، يتم تناول أدوية مضادة للتخثر (مميعات للدم) لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع (ميكورفيرين،‌‌ اسبرين، الكويست، كسيرالتو وما إلى ذلك) لمنع تشكل تجلطات الدم.‌‌

ما الذي لا يوصى بفعله؟‌‌ امتنعوا عن التدخين، استهلاك حبوب منع الحمل، وتناول الأدوية المثبطة للهورمونات‌‌ التي تزيد بشكل كبير من خطر تشكل جلطات دم.‌‌

مشاكل في ادرار البول -‌‌ الصعوبة أو التوقف في ادرار البول هو أمرٌ شائع بعد كل عملية جراحية. غالبًا في‌‌ جراحات استبدال المفاصل، إذا وقع هذا الحدث، يتم إدخال قسطرة بولية مؤقتة بعد الجراجة لهدف منع تسرب‌‌ البول والتسهيل على المريض خلال هذه الأيام.‌

غثيان -‌‌ شائع جدًا في أعقاب أدوية التخدير، عادةً يزول الغثيان من تلقاء نفسه خلال يوم أو يومين، ويمكن علاجه‌‌ باستخدام أقراص مضادة للغثيان.‌‌

إمساك‌‌ – يمكن أن يحدث في أعقاب تناول الأدوية المسكنة للآلام، وغالبًا تكون هذه أدوية تحتوي على المورفيوم‌‌ التي تسبب ببطء حركة المعدة والأمعاء. يمكن التخفيف من الإمساك عن طريق شرب الكثير من الماء، اتباع‌‌ حمية غنية بالالياف وبواسطة المستحضرات الملينة للبراز.‌

رد فعل تحسسي -‌‌ بعد الجراحة يمكن أن يحدث رد فعل تحسسي قد يتجلى بطفح جلدي بسيط وحتى رد فعل‌‌ تحسسي وخيم وتلف تنفسي. يتم إعطاء العلاج باستخدام أدوية مضادة للحساسية.‌

قروح الضغط -‌‌ تتشكل نتيجةً للاستلقاء المتواصل بدون حراك، وغالبًا ما تظهر في الكعبين وفي الأرداف. يؤدي‌‌ تغيير وضعية الجلوس والنهوض من السرير بوتائر مرتفعة قدر الإمكان إلى منع هذا الخطر.‌‌

الارتباك والهذيان -‌‌  يتجليان في سلوك مختلف وفي اضطرابات في الرؤية والسمع، غالبًا ما تظهر هذه الأعراض‌‌ في أعقاب تناول أدوية قوية مضادة للألم، تخدير، انعدام للنوم والفطام من الكحول. تختفي هذه الأعراض في‌‌ غضون عدة أيام ولكن في حالات معينة يمكن أن تستمر لعدة أسابيع.‌‌

مضاعفات نادرة‌

احتمال حدوث مضاعفات نادرة هو ضئيل جدًا مع ذلك من المستحسن جدًا معرفتها، ومعرفة أي منها سوف‌‌ يزول بمرور الوقت ولأي منها سيتم إيجاد حلول طبية. يمكن أن تكون المضاعفات النادرة عامة أو موضعية.‌‌ ‌

المضاعفات النادرة العامة:‌

كجزء من عملية التحضير للجراحة سوف يناقش طبيب التخدير والجراح مع المريض المضاعفات العامة النادرة‌‌ مثل تطور تجلط دموي في الساقين (تخثر وريدي)، تجلط دموي في الرئة (انصمام)، نوبة قلبية، سكتة دماغية‌‌ وحتى الموت. في هذه المرحلة من المهم والمرغوب به جدًا طرح أسئلة والتعرف على الحلول الموجودة‌‌ والاستعداد وفقًا لذلك بأنه من الرغم لحدوث المضاعفات ضئيلة جدًا فإنها لا تزال قائمة.‌‌ ‌

كيف يمكن تقليل المضاعفات المختلفة في جراحات استبدال المفاصل أو حتى منعها؟‌‌

تعتبر الحركة ضرورية جدًا للتعافي ولذلك من المهم النهوض من السرير والمشي مبكرًا قدر الإمكان من موعد‌‌ الجراحة. اكثروا من الحركة ولذلك يمكنكم أن تقللوا بشكل ملموس من الخطر لحدوث مضاعفات، ومنعها‌‌ والتعافي بسرعة. المضاعفات والمخاطر مشتركة لأي إجراء طبي، واحتمال حدوث المضاعفات النادرة ضئيلٌ‌‌ جدًا، وتتم مناقشة الإمكانيات معكم في اللقاء التمهيدي الذي يتم إجراؤه سويةً مع طبيب التخدير والطبيب الجراح.‌‌ ‌ 

نحن متاحون لكم لطرح أي سؤال أو موضوع.‌‌

لتحديد موعد ، اتصل أو اترك التفاصيل

השאירו פרטים ונחזור אליכם בהקדם